رأيت تقاسيم وجهك وانت تتكلم بحرقة وألم في لقاء ما يسمى بميثاق الشرف ، و استوقفتني (عبرتك) وأنت تذكر شهدائنا ، وكم كان بودي أن أصدق فيك تلك المشاعر ، لكني وعندما تمعنت في سيرتك السياسية ونمط حياتك بعد التغيير ثم راجعت معايير الدين ، وقوانين المذهب ووصايا الأئمة الأطهار ، وخاصة أني لم أكن بعيدا عنك في ( العهدين ) ، وجدتُ شيئا آخر غير ما تقول وتتحدث عنها نبرات صوتك المتحمسة ، فحياتك الباذخة التي أهنت بها فقراء شعبك لا تنبأ عن صدق تلك المشاعر ، يا أبا أحمد .. علمتني سنوات عمري الستين وقراءتي لسيرة أهل البيت عليهم السلام ، وسيرة الصالحين والطالحين ، أن المناصب العليا مصائد الشيطان ، والراغب في الدنيا كشارب ماء البحر ، كلما شرب منه ازداد عطشاً ، وأن شهوة الحكم إذا أصبحت حلم المناضل المسلم فإنه يفقد إسلامه قبل أن يصل إلى الكرسي ، وعليك أن تتصور حاكما فقد كل مبادئه التي عاش من أجلها عقود طويلة ، وشغله صخب السلطة ومغرياتها والمناصب وامتيازاتها ، ووقع تحت تأثير سكرة الحكم ، فهل يخرج على شعبه بوجه جميل ؟؟! .
كان بودي أن أرى فيك الزهد الذي كنت تغمر به اسماعنا في لندن وأنت تتحدث عن أخلاق أهل البيت ، لا أعتقد أن في وسعك أن تفعل ذلك بعد دنيا 2003 ، وأنى لك أن تتحدث عن زهد علي عليه السلام وأنت تشغل قصر من قصور صدام وتتنقل في غرف وممرات غمرتها أنفاس طاغية سفك من دمائنا ما يهتز لها عرش الرحمن ، ووطأتها أقدام مستبد لطالما وطأ بها أضلاع الوطن ، أنى لك أن تتحدث عن الأثرة أو المواساة التي طالما رددتها في محاضراتك ( أيام زمان ) وقد تعمدت أن تمسح من تفكيرك مفردات الفقر ، وهل تجتمع مشاعر الفقر ومشاعر الثراء والأبهة في قلب واحد ؟ لقد حدثتنا في يوم ما أن الإمام علياً عليه السلام أبى أن يشغل ( قصر الإمارة ) وسكن بيتا صغيرا بلا أثاث ، وعندما سئل عن ذلك الأثاث أجاب مبتسما : لقد نقلته إلى البيت الدائم ، أولا تعلم أن الزهد شرط اٌلإيمان ، وأن الله لا يجمع لمؤمن جنة الدنيا والآخرة إلا لمن ارتضى من الأنبياء أو الأوصياء ، ولا أحسبك تجرأ فتعد نفسك من أحدهما ، حتى الإمام الخميني الذي كنت فيه معجبا ، أبى أن يسكن في أحد قصور الشاه وأمضى حياته الكريمة في ( حسينية ) ( جمران ) ، فما بالك تزاحم المالكي وأركان حزبه على الدنيا ، أو لا تعلم أن إمامك علي عليه السلام يقول : أن الدنيا ( جيفة ) فمن أرادها فليصبر على مزاحمة الكلاب عليها .
يا أبا أحمد.. منذ أن سقط نظام الفسق والفجور في 2003 ، وشعبك يبحث عن رمز يستحق كلمة القائد ، فيه شيئا وإن كان ضئيلاً من زهد علي وخلق زين العابدين وحصافة الرضا ، الرضا عليه السلام يا أبا أحمد كانت شروط قبوله ولاية العهد للمأمون ( أن لا يعيّن ولا يعزل ولا يقضي ) ، كلها تخص المناصب وامتيازاتها ، ما كان عليه السلام يريد لأتباعه ومحبيه أن يفقدوا مجد الآخرة الدائم بدنيا مزيفة تنتهي بالذل والعار ، كان بوسعه أن يفعل ما تفعلونه وما يفعله بالذات قرينك المالكي فيحشوا أتباعه في مناصب الدولة ومؤسساتها ، كان في وسعه أن يستميل الفاشلين والانتهازيين والمتملقين ليعزز مقامه السياسي ، لكنه لم يفعل لأنه يخشى الله ، ويحترم دينه ومبادئه ، ويحرص على عاقبة أتباعه ، كان ديوان الإمام ومدارسه السياسية مزارع تنبت زهور آدمية وجمال بشري يعبق بعطور الجنة ، وترعى المخلصين والأتقياء والمصلحين ، فما بالكم حولتم حزب الدعوة ( لمدرسة مافيا ) تخرج السراق والمفسدين والفاشلين ، كان عبد الفلاح السوداني نموذجا للمحاضر الإسلامي المؤمن تحول بين ليلة وضحاها إلى سارق محترف لا يجيد إلا فن استنزاف أموال فقرائنا لصالح الحزب وحفنة ممن جاء بهم من المقربين الذين احترفوا الفساد ، إنه ضحية من ضحاياكم لقد فتحتم له أبواب دنيا هرون الرشيد وما كان أمامه من خيار غير السقوط ، وأنى للنفس البشرية أن تقاوم مغريات الأموال والعقارات وامتيازات أخرى لا تحصى ، صغتموها على مقاييس نهمكم وعطشكم ، ومثل السوداني المئات بل الآلاف تتحملون وزر ضياعهم وضياعنا، وأخيرا وليس آخرا الشاب ( أبو زمن ) الذي كنا نرعاه في لندن وكان شريفا مؤمنا حتى ضممتموه إلى مافيا شبكة الإعلام العراقي ، لقد تحول حزب الدعوة وأمينه وأعضاء مكتبه السياسي بعد 2003 إلى رؤساء تشرف على مافيات سرقة المال العام في الوزارات ، وخصصوا لكل وزارة عضو ارتباط يمهد لعمليات سرقة قوت الفقراء والمساكين ، وهذا يعني أن بقاء حزبكم يا أبا أحمد هو بقاء لمعاناتنا وهدر أموالنا واستمرار تخلفنا ، ويعني أيضا أنكم تعملون وبشكل صريح ( وعلى الطاولة ) كما اعترفت على تشويه سمعة التشيع والمذهب الذي أحتفظ على نقاء فكره ونزاهة علمائه ورجاله 14 قرنا قبل أن تعمل به معاولكم هدما وتشويهاً ، لقد سرقتم عذرية الأمة وأهنتم شرفها وبعتم كرامتها في أول مزاد اعترض حياتكم السياسية .
عشر سنوات عجاف من عمر العراق ، تخلف وقلة الخدمات وجيوش الحالمين بلقمة حلال من العاطلين ، والفساد يضرب بأطنابه كل دوائر الدولة ، انت تعترف بذلك فتقول بلا خجل وحياء : أن الفساد قد انتقل من تحت الطاولة وأصبح فوقها ، أنت من شارك في نقل الفساد إلى فوق الطاولة أيضاً ، لأنك جزء من منظومة الحكم ، واكتفيت بحياة الدعة والأنس ، وفضلت أن تكون ( متفرجا ) على أن تكون معترضا ، وأنت شريك في الجريمة ؟ فتكون مع المالكي ومن يشارككم ( الغنيمة ) مسؤولين عن ذلك الفساد ، لقد أهلك الفساد شعبنا وأتعبه ، وبدد ثرواته وما زال حتى الآن يحرق بأموال فقرائنا من اليتامى والأرامل والمعدمين ، يتستر عليه المالكي ويتحالف مع القضاء ليحمي أبطاله ، ولا يتردد بلا حياء يتكلم عن النزاهة ، وأن حكومة ينخرها الفساد ، لا يمكن لرئيسها أن يكون نزيهاً ، وإذا سلمنا بغير ذلك فعلينا أن نعترف أن صداماً لم يكن مجرما وهو يرأس نظاما دموياً .
كنت قد ظننت وأنت تعلن عن تيار الإصلاح ، أنك ستقود الإصلاح في حكومة ينخر بها الفساد ، وصبرت طويلاً انتظر منك ( نظرية إصلاح ) وأنت ( المنظر) تخرج بها العراق من مخالب الفساد والتخلف ، لكنك لم تفعل ، لأن تيار الإصلاح لم يكن من أجل الإصلاح ، وليس من أجل الوطن والشعب ، بل هو ردة فعل لإخراجك من أمانة حزب الدعوة ، وكان في وسعك أن تصدق مع الوطن والشعب وتعتزل الحزب الذي أقصاك ، وكانت فرصتك أن تتحالف مع شعبك وتجمع المخلصين من حولك ، وتجعل كل همك انقاذ الأمة وتكرس كل حياتك وطاقاتك لطريق الإصلاح الذي جعلته عنوانا كبيرا في حياتك السياسية ، لكنك لم تفعل ، ولم تنتصر على نفسك ، ورجعت لحزب الدعوة صاغرا بعد أن رأيت أن مفاتح الدنيا ومغرياتها بيد ( أمين الحزب ) المالكي ، لقد كانت كبوة قصمت ظهر عاقبتك وعصفت بآخرتك وأغلقت على شعبك إلى الأبد الأمل بك .
يا أبا أحمد .. لقد هيأ لكم القدر فرصة نادرة ، حملتكم لقيادة هذا الشعب المظلوم ، كان في وسعكم أن تكونوا فيها من الخالدين ، لقد خيركم القدر ، بين أن تفرشوا قلوبكم جسراً لشعبكم وتسخروا قدراتكم لمصالح الفقراء والمعدمين ، فترتقوا صوب المجد ، لأن الشعوب وحدها من يمجد الأبطال والمخلصين ، وينقش أسماءهم في سجل الخالدين ، وبين أن تجعلوا من الأمة جسرا لأحلامكم المريضة ولشهوات زائلة ودنيا حقيرة وقصيرة ، بالله عليك وعلى قرينك المالكي أي الخيارين اخترتم ، تمعن من حولك ، فهل يحيط بك ما يحيط بفقراء شعبك ، من تخلف وفقر ومساكن هي أقرب إلى الخرائب ، حرمان وخوف وموت تحمله مفخخات كلاب البعث وخنازير القاعدة ، وجهل هو أخطر من الإرهاب ما زال يثقل كاهل الأمة ، لم يخطو أحد منكم لمحاربته ، بل عززتموه وكرستموه بعد أن رأيتم فيه عونا لكم في ترويض الشعب ، نعم أن الحاكم المستبد بحاجة إلى قدر من الإرهاب ، وهو في حاجة إلى فوضى ، وهذا ما عملتم عليه . تمعن فيما حولك ، فهل تجد ما يحيط بشعبك من كوارث أم ترى قصورا مشيدة وسيارات فارهة وتجارة عامرة ، وظهور محصنة بأكثر من جدار فولاذي في المنطقة الخضراء ، لن تخدعنا يا أبا أحمد بعبراتك وأنت تتحدث عن شهدائنا ، وذويهم يعيشون في الجحيم ، وأنت تتمتع مع من يحيط بك بالنعيم .
وأنت تتحدث عن الشهداء ، خنقتك العَبرة عليهم ، ولا أدري أهي حزن أم لغرض آخر الله وحده يعلم ، لكني أعلم جيداً أنك أشحت بوجهك وكنت وقتها رئيسا للوزراء عن دعم المؤتمر الدولي الأول الذي أقمتُه في لندن لشهداء المقابر الجماعية في أيلول 2006، أرسلتُ لك أكثر من خطاب فلم ترد ، وحاولت الاتصال بك فلم أفلح ، وعندما هيأ لي الله مستلزمات عقد المؤتمر وشاع أمر انعقاده ، حيث أخفقت حكومة المالكي ولجنته البائسة اللجنة العليا للمقابر الجماعية ، ، أسرعتَ ، وكنتَ أنت في لندن وطلبتَ كلمة في افتتاح المؤتمر عن طريق الأخ الأنصاري مسؤول حزب الدعوة في لندن ، وبالطبع كان عليَّ أن ارفض طلبك ، لسببين الأول هو أنك قد رفضت دعم هذه القضية بأي شكل وهذا هو استخفاف واضح بشهداء تلك الجريمة المروعة الفريدة ، وكنتُ قد علمتُ وقتها أنكم كنتم تشككون بقدرتي على عقد المؤتمر ، ناسين أو متناسين أن نصرة المظلومين من أحب الأعمال إلى الله ، لكن حساباتكم السياسية قد طغت على حساباتكم الإنسانية والدينية ، ولأن جدول الإيمان بالغيب فيكم قد أصابه الجفاف ، وما كنتم ترغبون في أن يتولى غيركم قضية ، فشلتم بها أو تخليتم عنها ، وهذه من الخصال التي تميز بها حزب الدعوة بل كان يوصي بها حسب علمي وقد كنت من الدعاة . والأمر الثاني هو ما أبلغته للأخ الأنصاري ، أن المؤتمر خصص لمناقشة تفعيل ملف المقابر الجماعية الذي أهمل من قبل حكومتكم وحكومة السيد المالكي ، وما كنت لأسمح بأي خطبٍ سياسية ، علما أني رفضت الكثير من طلبات مماثلة لأحزاب وشخصيات أخرى ومنها سماحة السيد حسين الصدر والسيد الوزير أكرم الحكيم الذين حضرا المؤتمر مع رفضي أن يلقيا فيه كلمة ، فيما أنت وعلى ما يبدو مهتم بالكلمة أكثر من الدفاع عن حقوق الشهداء.
يا أبا أحمد .. أني لأعجب على جرأتك وجرأة المالكي على الله وعلى الناس ، تتحدثون عن الإصلاح وأنتم تخوضون في غمار الفساد وسرقة أموالنا والتستر على المفسدين ، وبالأمس القريب أمين حزب الدعوة ورئيس وزراء هذا البلد سيء الحظ ، يرفض تنفيذ قرار القضاء بمذكرة إلقاء القبض على 22 حرامي ومفسد في زارة الداخلية في قضية أجهزة كشف المتفجرات التي أحرقت المليارات من أموالنا ، بحجة غريبة وهي أن تنفيذها يعني غلق الوزارة ، نحن نعلم جيدا والشعب يعلم أيضا السبب الحقيقي وراء ذلك الرفض ، فلماذا يا أبا أحمد لا تتدخل في إصلاح هذا الخطب العظيم وأنت رئيس الكتلة التي ينتسب إليها المالكي ، ولماذا لا تنهى عن هذا المنكر وأنت تشجبه بعلو صوتك أمام الكاميرات ، إنها بدعة من البدع التي غمر بها حزب الدعوة عراق ما بعد التغيير ، فلماذا لا تظهر علمك وعلى ما أظن أنك تحسب نفسك من العلماء والمنظرين وترأس تيارا للإصلاح ، فهل الإصلاح في عرفكم ما تصلح به دنياكم وإن تخربت به دنيا الأرامل واليتامى وشاغلي الخرائب والعشوائيات ؟ …
لقد اخترتم بمحض إرادتكم الدنيا ، وفشلتم في الاختبار الإلهي ، ولم تنجحوا أمام مغريات السلطة وامتيازاتها ، وما كان الله عدوا ولا صديق أحد منا ، لكنه يختبر إخلاصنا وصدق أحاديثنا ليخرج الخبء مما يعتمل في دواخلنا ، فوضع لنا – رحمة منه وإظهارا لعدله – قانونا خص به المؤمنين ليعرف مدى تطابق ادعاءاتنا ومظاهرنا وسماتنا ، ليكشف الصدق من النفاق وحتى لا تنخدع الأمة ، ولابأس في أن أذكرك وعلك تنتفع بهذه الذكرى ، بما ورد في القرآن الكريم من قول صريح يخاطب به المؤمنين ومن يتشدق بالإيمان : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) . أبا أحمد .. إن الطيب هو من يؤثر الفقراء على نفسه ولا يتخذهم جسرا لدنياه ، ولا يتحصن ويتركهم في العراء نهبا للذئاب ، ولا يتخذ من ضعفهم وقلة حيلتهم أو جهلهم طريقا للثراء ، ولا يعبث بأموالهم شركات أدوية ، وقنوات فضائية تمجد بحمدة ، وعقارات هنا وهناك ، الطيب من يفتح أبوابه لفقراء قومة ولا ينعزل عنهم في برج عاجي أو قصر من قصور الطغاة الذين سبقوه و( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ) .
كل الردود التي تدافع عن السيد الجعفري لا تمتلك اي دليل او برهان على ما تقول مجرد عاطفة تدفعهم للدفاع عن شخص السيد الجعفري ونحن ايضا ليس لدينا اي شئ على السيد الجعفري كشخص ولكننا ننتقده كمسؤول في الدولة العراقية باعتباره رئيس اكبر كتلة وكذلك النقد موجه الى كل من هم مثله فنحن ليس لدينا مشكلة مع شخص الجعفري وان كنا تصدعنا من مصطلحاته التي لم تشبع جائعاولم تكسو عريانا ولم تواسي يتيما او ارملة, نحن نطالب كل من يدافع عنه ان ياتينا بدليل كان يكون منجز من منجزاته موجود واقعا على الارض …اتحداكم.
وبالنسبة للاخ الذي يطالبنا بطرح مشروع لحل ازمات العراق ومن الكفاءات العراقية المخلصة اقول اين هي الكفاءات المخلصة هل هي التي اتت من الخارج؟فهي كفاءات متخصصة بالسلب والنهب والتكبرعلى العراقيين وهي من يخلق الازمات , اما الكفاءات العراقية المخلصة فانها على ندرتها فقد حوربت وقتلت وهجرت وهمشت لا لذنب الا لانهم كانو داخل العراق وهذا ذنب كبير في نظر من اتى من الخارج. هذه هي الحقيقة المرة التي تيقنا منها نحن العراقيين الذين كنا في الداخل بعد عشر سنوات من سقوط جرذالعوجة, وازيدك على ذلك فاقول لك انا من الكفاءات والكفاءات الطبية النادره ومن عائلة لها طوابير من شهداء الدعوة في الثمانينات ولم يفسح لي المجال لاخذ مكاني المناسب لانني من عراقيي الداخل ولا ارضى باي شكل من الاشكال عن ما يحدث وعن اداء السياسيين لذلك فانا من غير المرغوب بهم في العراق الجديدوكثير مثلي لاننا لا نقبل بالسرقة والفساد وانصاف الحلول.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ كاتب المقالة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا شك انك حريص على العراق و أهله و تريد ازالة الفساد ما استطعت الى ذلك سبيلا
لكنني ارى ان تسقيط الرموز الوطنية و لا سيّما الدكتور الجعفري فقد عرفته و لمدة سنوات منذ نهاية سبعينيات القرن المنصرم و اعرفه جيدا و اعرف أحواله الروحية و النفسية و مايتعلق بإخلاصهم و حبّه للعراق و أهله و قد نذر نفسه منذ زمن طويل لمحاربة النظام البائد و الأجرام و الفساد و سفك الدماء … أقول ان تسقيط الرموز الوطنية المخلصة غير جائز شرعا و هو قبيح عقلا و مرفوض عرفا
لا اريد ان أناقش النقاط التي أشرت اليها في مقالتك فهناك من سبقني لذلك و المقالة بالحقيقة لا ترتقي الى مستوى النقد و الحوار فهي مبنية على الكذب و الافتراء و لا تخدم الا البعثيين و كذلك القاعدة و نحن على أبواب الانتخابات فإذا كان تسقيطك لهذه الشخصية العملاقة المخلصة من اجل تقليص حظوظه في الانتخابات (و هو لا يطمح باي منصب كن على ثقة فأنا اعرفه و انت قطعا لا تعرفه و الا لما كتبت ما كتبت) يساهم في إزالته من الساحة السياسية او تقليص وجوده فستكون مسؤولا عن القتل و الدمار الذي سيستحكم في واقع العراق الجديد
أتمنى عليك ان تعيد النظر في طريقتك التسقيطية هذه و ان تخشى الله الذي تؤمن به و ان تتخلّق بأخلاق أهل البيت عليهم السلام الذين تدّعي الانتماء لهم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السلام عليكم
في الوقت الذي أوؤيد كل ما ورد في رد السيد حامد الجيزاني جملة وتفصيلاً حبذا لو أضيف له :
خامس عشر : لم تظهر أو تؤشر أي عملية فساد مالي على أي وزير أو صاحب منصب رفيع في حكومة السيد الجعفري والسبب حيث كان لا يسمح السيد بإحالة المناقصات والعقود التي تزيد أقيامها عن ثلاثة ملايين دولار إلا بحصول موافقة اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء وبهذا قطع السيد الجعفري الطريق على كل من تسول له نفسه أن يعبث بالمال العام.
سادس عشر : نفس الحال السابق ينطبق على أعضاء تيار الإصلاح الوطني الذي يتزعمه السيد الجعفري بما فيهم أعضاء مجالس المحافظات في الدورتين السابقة والحالية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كلام رائع كله أحساس …. ربنا يكثر من أمثالك ….
ب.م ” الى أبناء مدينتي فقط ”
السيد الدكتور طالب الرماحي: تحية وسلام لك من كندا, أهنئك وأؤيدك على كل ما قلته بخصوص الطبيب أبراهيم الجعفري وجماعته. وأتمنى لك التوفيق في مسعاك وأن لا يلومك في الحق لائم, وأن تكون صحيفة ” العراق الجديد ” منبرأ حرأ وصوتأ مستقل شريف لمدينتنا المقدسه النجف الأشرف لتكون عوضأ عن منابرومجالس النفاق التي أعتدنا سماعها, والله الموفق. وأرغب ان أضيف التالي :
أنا أبن مدينة النجف الأشرف ومن صميمها, وقد أحببت مدينتي المقدسه وأهلها فتشبعت بأخلاقهم وأدبهم ولكني لم أتعلم منهم التقية والمجامله وترضية الخواطر وهي سمات مميزه في علاقاتهم , لأني أرفضها, ولا أريد أن أقول أنها نوع من النفاق وأنما هي تبعد الحق وتقرب الباطل, وفي الحقيقه أن تلك الصفات هي دخيلة على مجتمعنا النجفي الأصيل وليست من أخلاقنا. ومن عاداتهم أيضأ أن النجفيون يتعاملون في كل شيء في حياتهم بـ ” التجربه ” على انها الوسيله الصحيحه في أختيار الأشياء ( فيقولون لك: هسا خلي نجرب وماخسرانين شي) وهذه نظرة خاطئه وخطره, ولم يعلموا أنهم قد يخسرون كل شيء, فالتجربه ليست مطلوبه ولا هي ناجحة في كل وقت, وأنما الأستبيان والأستقراء هما الأفضل في معرفة الأشياء, وعسى تجربة فاشله قد تكلفك ثمنأ باهضأ جدأ يصعب عليك دفعه أو تحمله وحيث لا ينفع الندم كما هو الحال في تجربة الطبيب أبراهيم الجعفري وجماعته, حيث أئتمنهم من كان بيده القرار في ذلك الوقت (وهم من أبناء مدينة النجف) وفرضوهم بقوه على السلطة بغيرعلم وهدى عام 2005 رغم معارضة الجميع لهذا الأختيار الغير صحيح بما فيهم الأدارة الأمريكيه التي جعلت من الجعفري وجماعته علامة حمراء لا يمكن التعامل معهم أو أشراكهم في العمليه السياسيه وكأنهم تبينوا وأستقرءوا الرجل وزمرته سلفأ.
ياسيدي أنك تأخذ على الجعفري وزمرته بالسرقه والفساد والنفاق, فلا تسأل الحرامي لماذا يسرق, لانه سيقول لك: هي مهنته ولا يجيد غيرها, وكذلك الجماعه فتلك مهنتهم ولا يجيدون سواها, ورغم ذلك أعطيت لهم السلطه !؟؟
المعروف عن الطبيب أبراهيم الجعفري أنه شخص غير كفوء وليست له أهلية في القيادة والأداره والدليل أنه فقد منصبه كرئيس للوزراء خلال سبعة أشهر فقط من تسلمه له وكذلك وبعدها بأيام قليله طرد من قيادة حزبه أيضأ, وأما كونه سابقأ كان زعيم حزب سياسي (حزب الدعوه الأسلاميه) فقد أختاروه لكبر سنه فقط حيث كان أكبر أعضاء قيادة حزبه سنأ. وأنه أيضأ غير نافع ولا يصلح لشيء سوى للوظيفه التي يشغلها الآن كـ ” عراب السمسره السياسيه ” أو سمسار العمليه السياسيه, والتي أرتضاها هو لنفسه بعد أن لفضه حزبه خارجأ (وتلك الوظيفه أعطيت له من باب المجامله وترضية الخواطر أيضأ) والآن الجعفري يجلس في المنطقه الخضراء ببغداد وقد جعل بيته أشبه بمغارة لللصوص ومجرمي السلطه يعقدون فيه أجتماعاتهم المشبوهة ويحلون نزاعاتهم ويساوون خلافاتهم ويتقاسمون الغنائم والمنافع فيما بينهم وفقأ لقانون المحاصصه الذي هم شرعوه وتعاهدوا عليه منذ البدايه ليكون دستورهم الحقيقي الذي يحكم علاقاتهم مع بعضهم ويبين حدودهم ومنافعهم ( ومن دخل بيت أبو سفيان فهو اّمن ) أي من دخل بيت أبراهيم الجعفري فهو اّمن على نفسه ومنصبه وحصته ومنافعه . وهذا هو عمله وشغله.
أن أستلام أبراهيم الجعفري للسلطه (رئاسة الوزاره) عام 2005 كان لذلك القرار الأرتجالي الغبي أن يؤدي الى كارثة عظيمه تحل بالبلد بأنقلاب مهيء له جيدأ على الوضع الجديد وعودة البعث الى الحكم بصورة ثانيه في ذلك الوقت المبكر من عمر التجربه السياسيه وفي ضل أجواء مناسبه : من الفوضى وعدم الأستقرار السياسي والأمني , عدم أهلية وضعف رئيس الوزراء وتحالف نصف المساهمين في العمليه السياسيه ضده ورفضهم له ( علمأ أن رفض كتلة الأكراد وجماعة أياد علاوي للجعفري في ذلك الوقت يعتبر رفضأ للأئتلاف الوطني الحاكم والممثل برئيس الوزراء ) , غياب مؤسسات الدوله , عدم أكتمال أو حتى أنعدام وجود القوات المسلحه من جيش واّمن لحماية النظام وأنما بدلأ منها يوجد عند الطرف الاّخر أعداد هائله من بقايا قوات الجيش المنحل وقوات اّمن النظام السابق والمدربه تدريبأ جيدأ وهذه كانت كفيلة بأحداث التغييرووضع الأداره الأمريكيه أمام الأمر الواقع في التعامل معها , الأ أن الذي أوقف حركتهم هو عدم موافقة الأدارة الأمريكيه بعودة حزب البعث الى السلطة في العراق بتلك السرعه.
والعراقيون اليوم هم على موعد أنتخابات عامه قد تكون وشيكه, ونرجو أن تسدد خطى المخلصين منهم في توجيه الناس الى أختيار الأفضل من بينهم وبما تمليه عليهم ضمائرهم ومصالحهم الحقيقيه لا كما تمليه عليهم مصالح ورغبات الاّخرين , وأن لا يدخلوا في التجربه مرة أخرى . وأني أتمنى للجميع التوفيق الدائم والخير القائم, وشكرأ لك يا ستاذنا الكبير الدكتور طالب الرماحي.
سيدي العزيز
جميع ماورد في مقالتك حقيقي وصحيح وان جميع من يقود البلد الان وصاحب القرار فيه يملك من دهاء معاوية وابن العاص ما يستحق به شهادة الدكتوراه بالاضافة الى اساليب السرقة والفساد وانهم يقودون العراق الى ان يكون في طليعة الدول المريضة والمتخلفة لانهم مشغولون بحياة الكسب الرخيص والتنافس على زيادة الارصدة الخارجية لهم وان اغلب من جاء من خارج العراق ليقود البلد بمباركة امريكا لم تاتي عقولهم باي تطور وافكار بالنهوض بالشعب والوطن وانما بغباءهم الذي اتضح للكثير من المثقفين انهم بالونات فارغة للدعاية وان احزابهم للشعارات الدينية والطائفية ويعرفون انهم باقون في الحكم بنجاحهم في صنع الازمات داخل العراق وسينجحون في الانتخابات القادمة من خلال صولات جديدة للقتل سيقوم بها المالكي بمباركة الجعفري لكسب ود السذج من الشيعة في الجنوب بعد ان انتهى مفعول صولة الفرسان في الجنوب
سؤالي للاخ صلاح صباح فلاح ولكل من هم على رايه عليكم ان تفندوا ما جاء بالمقال بادله لا بالشعارات والخيالات فسردكم مرفوض لانه لا يرقى لادلة المقال الواضحه للعاقل كالشمس. حجتكم اوهى من بيت العنكبوت.
حكومة السيد الجعفري كانت حكومة جديرة بالثقة والاحترام وكان اركانها اناس ذو قدرة ولم تسجل عليهم قضية فساد فاضحة ولكن (( اتمنى من الاحبة الذين يدافعون عن السيد الجعفري ان يتحلو بقدر من المسئولية وترك لغة التحدي وما شابة ، والضغينة وثلاجة الصدر فكاتب المقال من مذهب الجعفري السياسي والعقائدي وثانيا ناقل الموضوع والمعلقين كذلك ينتمون اما سياسيا او عقائديا لهذا لمذهب ،السيد الجعفري ، والسيد الجعفري صاحب لغة وعقل متين ليس من السهل ادخاله بمعادلات واهية . اما تشخيص المقال والرد عليه يجب ان يكون حسب نقاط ونقد معرفي واقعي لاننا نعرف كاتب المقال والمكتوب عنه المقال هم اهل بيت واحد ويعرفون بعضهم البعض لسنين طويلة بمعنى يوجد كثر من الامور الواقعية والنقد اللاذع لسيد الجعفري ولكن لايستطيع رده لان السيد الجعفري يعرف انه صدقا ولكن الرجل يعمل بتكليفة الانساني والشرعي والوطني حسب قوله اما نحن يكفينا ان نحاول جعل ثقافة التعليق من باب في الاختلاف تكامل, وإن في الحوار خصوبة ورشد, وإن في التفكير حكمة وسعادة, وإن كثيرين في الغرب يعرّفون الانسان بأنه (حيوان مفكر) أليس كذلك؟! ولكن انا شخصيا ابكاني المقال عندما اطلعت عليه لانني احب السيد الجعفري بشدة وكاتب المقال رجل يستحق جل الاحترام وما ابكاني ودغغ مشاعري __((
وأنت تشغل قصر من قصور صدام وتتنقل في غرف وممرات غمرتها أنفاس طاغية سفك من دمائنا ما يهتز لها عرش الرحمن ، ووطأتها أقدام مستبد لطالما وطأ بها أضلاع الوطن )) فلا نستطيع ان ننكر هذه الحقيقة لكم العز جميعا سادتي